دعاء يُقال فى أول يوم بالسنة من قاله يوكل الله به ملكين يحرسانه.. تعرف عليه

مع أول ساعات العام الميلادى الجديد 2025، أوضحت دار الإفتاء أن هناك دعاء مأثورا وهو دعاء أول السنة أن

2025-01-01 11:53:52
osasuna vs alavés

مع أول ساعات العام الميلادى الجديد 2025، أوضحت دار الإفتاء أن هناك دعاء مأثورا وهو دعاء أول السنة أن يقول فى اول أيامها: "اللهم أنتَ الأبدى القديم..

مع أول ساعاتالعام الميلادى الجديد2025، أوضحتدار الإفتاءأن هناك دعاء مأثورا وهودعاءأول السنة أن يقول فى اول أيامها: "اللهم أنتَ الأبدى القديم، وهذه سَنَةٌ جديدة، أسألك فيها العصمة من الشيطان وأوليائه، والعَوْنَ على هذه النَّفْس الأمَّارة بالسُّوء، والاشتغال بما يقرِّبُنى إليك يا ذا الجلال والإكرام"، فإنَّ الشيطان يقول: قد آيسنا مِنْ نفسه فيما بقى، ويوكل الله به ملكين يحرسانه.

دعاء يُقال فى أول يوم بالسنة من قاله يوكل الله به ملكين يحرسانه.. تعرف عليه

وأكدت الدار أن تخصيص يوم معيَّن فى السَّنَة بدعاءٍ معينٍ من أدعية الصالحين ومُجَرَّبَاتهم أو عبادةٍ معينةٍ أمرٌ جائزٌ شرعًا جرى عليه عمل المسلمين عبر القرون، ونص أهل العلم من مختلف المذاهب على مشروعيته، ما لم يُعتَقَد أنه سنّةٌ نبوية.

دعاء يُقال فى أول يوم بالسنة من قاله يوكل الله به ملكين يحرسانه.. تعرف عليه

حكم دعاء أول العام وآخره

دعاءُ أولِ العام ودعاءُ آخره هما من أدعية الصالحين ومُجرَّبَاتهم، وهما من الأدعية المستحسَنة المأثورة عن مشايخ السادة الحنابلة منذ نحو ألف سنة، وقد كان يوصى بهما ويعلِّمُهما وينقُلُهما عن مشايخه إمامُ الحنابلة وشيخُهم فى وقته؛ الشيخُ الإمامُ الولى الصالحُ أبو عمر المقدسى محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة الحنبلى [ولد سنة 528هـ، وتوفى سنة 607هـ]، وهو أخو الإمام العلامة الموفق بن قدامة [ت: 620هـ] صاحب كتاب "المغني" فى الفقه.

قال العلامة المؤرخ شمس الدين أبو المظفر يوسف سبط ابن الجوزى فى تاريخه "مرآة الزمان فى تواريخ الأعيان" : [وعَلَّمَنى دُعاء السَّنَة، فقال: ما زال مشايخنا يواظبون على هذا الدُّعاء فى أوَّل كلِّ سنة وآخرها، وما فاتنى طول عمري: أما أوَّل السنة فإنَّك تقول: "اللهم أنتَ الأبدى القديم، وهذه سَنَةٌ جديدة، أسألك فيها العصمة من الشيطان وأوليائه، والعَوْنَ على هذه النَّفْس الأمَّارة بالسُّوء، والاشتغال بما يقرِّبُنى إليك يا ذا الجلال والإكرام"، فإنَّ الشيطان يقول: قد آيسنا مِنْ نفسه فيما بقى، ويوكل الله به ملكين يحرسانه.

ومنذ ذلك الحين وأهل العلم من مختلف المذاهب والمشارب يتناقلون هذين الدعاءين ويوصون بهما فى أذكار العام من غير نكير، حتى نبتت هذه النابتة فجعلت الدعاء بهما بدعة، متهِمَةً الأمةَ وعلماءَها بالضلال من غير علم ولا تثبُّتٍ ولا فهم؛ كالادِّعاء بأن الكتب التى تذكر هذين الدعاءين ليست معتمدة ولا تهتم بتصحيح الحديث، وهى دعوى فاسدة نشأت عن عدم الاطلاع؛ فإن الكتاب المذكور فى السؤال هو "حاشية العلامة أبى عبد الله محمد بن المدنى كنُّون [ت: 1302هـ] فقيه أهل المغرب فى عصره، اختصر فيها حاشية العلامة محمد بن أحمد الرهونى [ت: 1230هـ] مفتى المالكية فى عصره، على شرح العلامة محمد بن عبد الباقى الزرقانى المالكى [ت: 1122هـ] خاتمة المحدثين بالديار المصرية، على متن العلامة الشيخ أبى المَوَدَّة خليل المالكى [ت: 776هـ]"، وهو من كتب المالكية المتفق على اعتمادها فى المذهب، والعلامة كنون نقلهما عن العلامة على الأجهورى شيخ المالكية، عن سبط ابن الجوزى، عن الشيخ أبى عمر المقدسى، ولم يدَّع أحدٌ ورودَهما فى الحديث الشريف حتى يُحتاجَ إلى الفحص عن سند روايتهما، ولم يدَّع أحد من علماء الحنابلة -فضلًا عن غيرهم- أنها بدعةٌ أو محرمة أو ما أشبه ذلك من الأحكام الهوجاء التى لا خطام لها ولا زمام.

الرد على دعوى أن دعاء أول العام وآخره بدعة

الحق أن هذه الدعوى الباطلة هى البدعة حقًّا؛ إذ حقيقتُها: حرمانُ المسلمين من تحويل الأوامر الشرعية المطلقة إلى برامج عمل يومية أو أسبوعية أو شهرية أو سنوية أو موسمية، والحيلولة بينهم وبين الانتظام فى الدعاء والعبادة حسب ما تمليه ظروفهم وأوقاتهم وأحوالهم، وتناسبه عاداتهم وأعرافهم؛ فإن الناس لو تُرِكُوا دون هذه الترتيبات الموسمية وبرامج العمل الحياتية التى تجعلهم على صلة بدينهم وذكر لربهم: لأدَّى بهم ذلك إلى الغفلة، وكل ذلك مَدْعَاةٌ لتقليل مظاهر الدعاء والعبادة فى حياة المسلمين، هذا مع كثرة المناسبات الاجتماعية ومواسم الاحتفال وما تموج به من لهو وانشغال عن ذكر الله تعالى وعبادته، فيضيع بذلك التوازن الذى أراد الشرعُ من خلاله أن يعمل المسلم لآخرته كأنه يموت غدًا، وأن يعمل لدنياه كأنه يعيش أبدًا.

ومن اتهم المسلمين فقد تحجر واسعًا وضيَّق على المسلمين أمرًا جعل الشرع لهم فيه سعة، حيث أن الإسلام حث حثًّا مطلقًا على الدعاء، والأمر المطلق يقتضى عموم الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، ومنع المداومة على الخير ضرب من ضروب الجهل والصدّ عن ذكر الله تعالى، والناهى عن ذلك قد سنَّ سنة سيئة فى المنع من فعل الخير وتنظيمه والمداومة عليه، مخالفًا بذلك ما ثبت عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم مِن أن عمله كان ديمة، ومِن أن أحب الأعمال إلى الله أدومها كما ثبت فى "الصحيحين" وغيرهما، ولم يلتفت فى نهيه هذا إلى عواقب ما يقوله ويزعمه مِن صرف المسلمين عن المداومة على الدعاء.

وينبغى الحذر من الفتاوى الباطلة التى تطعن فى هذه الأدعية الجليلة وتصفها بالبدعة؛ بدعوى أنها لم تَرِدْ فى السُّنّة، فهى فتاوى مبتدعة لم يقل بها أحد من علماء الأمة، كما أنها تستلزم الطعن على علماء الأمة وصلحائها وسلفها وأئمتها، وهو عين ما يريده الأعداء من إبعاد المسلمين عن تراثهم وإفقادهم الثقة فى أئمتهم الهداة.

أحدث الأخبار المحلية والدولية على مدار الساعة

المشهد الإخباري هو منصة إخبارية تقدم تغطية شاملة لأهم الأحداث حول العالم. نركز على تقديم أخبار دقيقة وسريعة في مجالات السياسة، الاقتصاد، الرياضة، والثقافة، مع تحليلات معمقة وتحديثات مستمرة.
© المشهد الإخباري