يحظى لاعب وسط أتالانتا، البرازيلي إيدرسون دوس سانتوس، بالقدر الإعلامي المسلط على زملاء الهجوم أمثال النيجيري أديمولا لوكمان والإيطالي ماتيو ريتيجي والبلجيكي شارل كيتيلاري. لكن مستوى إيدرسون كان نفس
لا يحظى لاعب وسط أتالانتا، البرازيلي إيدرسون دوس سانتوس، بالقدر الإعلامي المسلط على زملاء له في خط الهجوم أمثال النيجيري أديمولا لوكمان والإيطالي ماتيو ريتيجي والبلجيكي شارل دي كيتيلاري.لكن مستوى إيدرسون كان له نفس القدر من الأهمية للمساهمة في النتائج الرائعة للفريق الإيطالي في هذا الموسم الجاري.ويتصدر أتالانتا، الدوري الإيطالي، بفارق نقطتين عن أفضل ملاحقيه، نابولي، وبسجل رائع من الانتصارات امتد لتسعة على التوالي، وبأفضل هجوم في الدوري، 38 هدفا، ليتفوق على كل منافسيه.وفي دوري الأبطال، يحتل أتالانتا المركز الخامس، بدون أي هزيمة بعدما حقق 3 انتصارات وتعادلين، ليعد الوحيد، إلى جانب ليفربول وإنتر ميلان، الذي لم يتعرض للخسارة في البطولة حتى الآن، ليصبح قريبا من حجز مركز له بالمقاعد الثمانية الأولى، التي تؤهل مباشرة لدور 16.وأرجعت وسائل الإعلام، الفضل في هذه النتائج والأداء للفريق الإيطالي بشكل كبير، للاعبين جذبوا الأضواء مثل لوكمان ودي كيتيلاري وريتيجي.ويستحق النجوم الثلاثة ذلك، فالنيجيري لوكمان يمتلك حتى الآن في جعبته 10 أهداف إضافة إلى 5 تمريرات حاسمة، بينما يتصدر ريتيج قائمة هدافي الكالتشيو بواقع 12 هدفا، وسجل في المجمل 14 هدفا هذا الموسم إضافة لصناعته 3 آخرين، في حين أن دي كيتيلاري زار الشباك في 5 مناسبات وصنع 8 أهداف.لكن هناك لاعب آخر محبوب بشكل خاص من قبل الجماهير، لا يجذب الكثير من الاهتمام خارج إيطاليا، وهو إيدرسون، إنه قائد صامت، ولكنه لاعب لا غبار عليه في التشكيل الأساسي بالنسبة للمدرب جيان بييرو جاسبيريني.وأقر جاسبيريني في أكثر من مناسبة بانهباره بمهارات إيدرسون في خط الوسط، والذي سيتعين عليه إظهار إمكانياته الكبيرة، إذا ما أراد التعريف أكثر بنفسه، خلال مواجهة الغد على ملعب جيويس ستاديوم في بيرجامو أمام العملاق القاري وحامل اللقب، ريال مدريد، المتعثر في هذه النسخة من البطولة.فالقدرات البدنية لإيدرسون (25 عاما) تسمح له بتغطية الكثير من المساحات، إضافة لامتلاكه الجودة في وسط الملعب، ليصبح لاعبا لا غنى عنه سواء في صناعة اللعب في الثلث الأخير من الملعب أو في قطع الكرات من المنافس.وشارك إيدرسون هذا الموسم طوال 20 مباراة، مقسمة على 15 في الدوري و5 في دوري الأبطال، كأساسي في 19 منها، وكانت المباراة الوحيدة التي غاب عنها أمام يونج بويز بالتشامبيونزليج بسبب تراكم البطاقات.ويعد إيدرسون "ترمومتر" الفريق صاحب الصدارة محليا والمنافس أوروبيا، فطريقة لعب أتالانتا تعتمد على مدى استفاقة قدميه، وبحسب بيانات شبكة بي سوكر، فقد قام باسترجاع الكرات خلال الثلث الأخير 7 مرات هذا الموسم، أي نصف العدد الكرات التي استرجعها طوال الموسم الماضي، بينما لا تزال تتبقى 6 أشهر على نهاية الموسم الحالي.ومن المواجهات الثنائية الدفاعية الثمانية له، فاز بخمسة منها، أي بنسبة 60%، وفي المواجهات الثنائية بشكل عام، كانت أيضا معدلاته إيجابية.فهو لاعب أصبح أساسيا داخل فريق يضغط رجلا لرجل، في الأمام وبجميع أنحاء الملعب، ونجح إيدرسون في استعادة الكرة في 119 مناسبة، منها 51 في نصف ملعب المنافس، و9 في الثلث الأخير، ليسهل من الهجمات المرتدة السريعة لأتالانتا.لكنه لا يتألق فقط من ناحية قطع الكرات واستردادها، بل قدم 5 تمريرات حاسمة، أي أكثر من النصف تقريبا لعدد تمريرات في الموسم الماضي، إضافة لقيامه بـ 48 تمريرة طولية بنسبة نجاح بلغت 76%.فإيدرسون يعد من طينة هؤلاء اللاعبين الذين لا يصنعون الكثير من الضجيج، لكنهم لاعبون أساسيون بفريقهم، وقد وصل إلى إيطاليا في يناير/كانون ثان 2022 للعب في صفوف ساليرنيتانا قادما من كورينثيانز، ومكث معه نصف موسم فقط قبل أن ينضم في صيف 2022 إلى أتالانتا.وفي موسمه الثالث في بيرجامو، يحظى إيدرسون بحب الجماهير التي أصبحت تعشقه لدوره داخل الفريق، ولطريقة فهمه لكرة القدم وتطبيق أفكار مدربه جاسبيريني، ليبدأن سويا، موسما، يتطلعان فيه لتحقيق إنجازات يحلم بها كل عشاق الفريق الأسود والأزرق.
