على مدار العقود الماضية، عاش إيفرتون تحت ظلال جاره ليفربول كرة القدم الإنجليزية، وعجز تكوين منافسة شرسة بسبب الفروق الواضحة عدوه اللدود. كانت طموحات إيفرتون دائما متواضعة مقارنة بالفرق الكبيرة، والا
على مدار العقود الماضية، عاش إيفرتون تحت ظلال جاره ليفربول في كرة القدم الإنجليزية، وعجز عن تكوين منافسة شرسة بسبب الفروق الواضحة مع عدوه اللدود.كانت طموحات إيفرتون دائما متواضعة مقارنة بالفرق الكبيرة، والاحتفاظ بمكانه في الدوري الإنجليزي الممتاز، كان هدفا رئيسيا في كل موسم، حيث نجا خلال المواسم القليلة الماضية، من شبح الهبوط الذي هدده في أكثر من مناسبة.ينظر جمهور إيفرتون إلى الغريم التقليدي في المدينة بعين الحسد، خصوصا في السنوات الأخيرة التي شهدت نهضة ليفربول وفوزه بلقب البريميرليج بعد غياب دام 30 عاما، إضافة إلى إحرازه لقب دوري أبطال أوروبا، ولم ينفع تعيين مدربين مرموقين مثل كارلو أنشيلوتي ورفاييل بينيتيز، في تشكيل فريق قادر على مزاحمة العمالقة.انتفاضة أمام الكبارلم يختلف الحال كثيرا خلال الموسم الحالي، حيث يحتل إيفرتون السادس عشر برصيد 16 نقطة بعد انقضاء 19 جولة، علما بأنه يملك مباراة مؤجلة أمام جاره ليفربول.بيد أن نتائج "التوفيز" شهدت تحسنا طفيفا في الأسابيع الأخيرة تحت قيادة المدرب شون دايتش، حيث تعادل في 3 مباريات متتالية آرسنال (0-0) وتشيلسي (0-0) ومانشستر سيتي (1-1).هذه النتائج تم اعتبارها في أروقة الكرة الإنجليزية، كهدية ثمينة إلى العدو ليفربول، الذي بات يبتعد عن الفرق الثلاثة التي تعادل معها ليفربول، بفارق كبير من النقاط، وكانت هناك آمال بأن يواصل إيفرتون تقديم الهدايا في الجولة التاسعة عشرة، بيد أنه سقط على أرضه أمام نوتنجهام فورست صاحب المركز الثاني مؤقتا.الخدمة الأخيرةوارتفعت أسهم ليفربول في إحراز لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، في موسمه الأول بقيادة المدرب الهولندي أرني سلوت، بعد تحقيقه الفوز الأخير على وست هام يونايتد (5-0)، وبات النادي ينظر إلى مباراته المؤجلة مع إيفرتون، على أنها فرصة للابتعاد أكثر بالصدارة، وربما ملامسة لقب المسابقة.ستقام المباراة المؤجلة في موعدها الجديد يوم الحادي عشر من فبراير/شباط المقبل، حيث يأمل ليفربول حينها أن يكون قد احتفظ بالفارق الكبير مع مطارديه، والاقتراب خطوة إضافية نحو رفع كأس الدوري عبر تخطي إيفرتون.أما إيفرتون نفسه، فيأمل في استفاقة متواصلة بالنتائج، خصوصا بعد اكتمال عملية بيع النادي لمجموعة استثمارية أمريكية، في محاولة لانتشال النادي من مشاكله الاقتصادية التي تسبب فيها المالك السابق فرهاد موشيري، وإعادة النادي إلى الواجهة.وسبق لإيفرتون أن أحرز لقب الدوري الإنجليزي 9 مرات آخرها في الموسم 1986-1987، وفاز بلقب بطولة الأندية الأوروبية أبطال الكأس في الموسم 1984-1985، وصعد منصة التتويج للمرة الأخيرة في العام 1995، عندما أحرز لقبي كأس الاتحاد الإنجليزي ودرع المجتمع.وإذا حسم ليفربول المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في وقت مبكر، فإن جزءا من الفضل سيعود إلى العدو اللدود، الذي قدم خدمات جليلة لجاره، رغم المشاعر العدائية والضغائن المستمرة بين جمهوري الفريقين.